المرأة والحمل

من الضروري للمرأة الحامل اتباع نظام غذائي متوازن وصحي لضمان النمو والتطور السليم والطبيعي للجنين وللحفاظ على صحتها بشكل عام، ومن المعروف أنّ احتياجات المرأة الحامل تختلف عن احتياجاتها قبل الحمل، كما أنّها تختلف أيضاً تبعاً لتقدم الحمل وتطور الجنين؛ لذلك يجب مراعاة هذه الاختلافات وقد يستلزم ذلك في بعض الحالات اللجوء إلى تناول مصادر خارجية للفيتامينات بالإضافة إلى مصادرها من الطعام لتغطية أي نقص ممكن الحدوث، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب المختص قبل إدخال أي عادة غذائية جديدة أو استخدام أي نوع من المكملات الغذائية خلال مرحلة الحمل، وذلك لحساسية هذه المرحلة وأهميتها.[١]


الفيتامينات الضرورية في الأشهر الأولى من الحمل

حمض الفوليك أو ما يُعرف بفيتامين ب9

يُعد حمض الفوليك من أهم الفيتامينات اللازمة للمرأة الحامل، وينصح باستهلاك 400 ميكروغراماً من حمض الفوليك كل يوم عند بداية التخطيط للحمل وحتى الأسبوع الثاني عشر من الحمل، وذلك لضمان مرور الأسابيع الأولى من الحمل بدون حدوث أي مشاكل تتعلق بالتطور العصبي الجنين، حيثُ إنّ وجود كميات كافية منه في جسم المرأة الحامل يُقلل من خطر إصابة الجنين بالعيوب الخلقية في الأسابيع الأولى، ومن الجدير بالذكر أن حمض الفوليك المتوفر طبيعيّاً في الأطعمة يُسمّى الفولات (بالإنجليزيّة: Folate)، وتُعد الخضراوات الورقية كالسبانخ والجرجير من أهم الأطعمة الغنية به، كما قد يتم تدعيم بعض الأطعمة كحبوب الإفطار به، ولكن قد يكون من الصعب تغطية الاحتياج اللازم من حمض الفوليك للمرأة الحامل من الطعام وحده، مما قد يستلزم استهلاك المكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب.[٢]


فيتامين د

يُعد فيتامين د من الفيتامينات المهمة للصحة إذ إنّه يساعد على تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفات في الجسم، مما يساهم في الحفاظ على صحة العظام والأسنان والعضلات للمرأة الحامل، وتُنصح المرأة الحامل باستهلاك 15 ميكروغراماً من فيتامين د كل يوم، كما تجدر الإشارة إلى أن المصدر الرئيس لتصنيع فيتامين د في الجسم هو أشعة الشمس ضمن أوقاتها المناسبة، بالإضافة إلى أنّه يتوفر في بعض الأطعمة، مثل: الأسماك الدهنية؛ كالسلمون والسردين، والبيض، واللحوم الحمراء، كما قد تدعّم به بعض الأطعمة مثل حبوب الإفطار، وبما أنّ فيتامين د يتوفر ضمن نطاق ضيق من المصادر الغذائية، فإنّه من الضروري في بعض الحالات أخذ المكملات الغذائية التي تحتوي عليه بعد استشارة الطبيب.[٢]


الكولين

يُعد الكولين من العناصر الغذائية التي يتم تصنيعها داخل الجسم ولكن بكميات قليلة قد لا تكون كافية لتغطية الاحتياجات اللازمة، لذلك يجب تناول الأطعمة الغنية به لتغطية الاحتياج اليومي منه، وهو من الفيتامينات الضرورية لتحقيق أفضل تطور عصبي وعقلي للجنين خلال فترات الحمل، إذ تنصح المرأة الحامل باستهلاك 450 مليغرامًا من الكولين بشكلٍ يومي، ويتوفر الكولين في العديد من المصادر الغذائية مثل اللحوم الحمراء، والدواجن، والأسماك، والبيض، كما يوجد في المكسرات، والبقوليات، وبعض الخضراوات كالبروكلي، وفي حال عدم استهلاك كميات كافية لتغطية الاحتياج اليومي عن طريق الطعام يُنصح باستشارة الطبيب لأخذ المكملات الغذائية التي تحتوي عليه.[٣]


فيتامينات الحمل

قد تتوفر بعض الفيتامينات الضرورية للحمل على صورة فيتامينات متعددة (بالإنجليزيّة: Multivitamins) لتغطية الاحتياج العالي للمرأة الحامل من العناصر الغذائية الضرورية، إذ أظهرت بعض الدراسات أن الالتزام بأخذ المكملات الغذائية الخاصة بالحمل قد يقلل من خطر الولادة المبكرة وتسمم الحمل، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم تناول أي مكملات دون استشارة الطبيب المختص، إذ إن تناول هذه المكملات قد يُغني عن تناول أي مكملات أخرى لذا ينصح بالالتزام بنصائح الطبيب.[٤]


فيتامينات يجب الحذر من استهلاكها خلال الحمل

فيتامين أ

يُعد فيتامين أ من الفيتامينات الحساسة عندما يتعلق الأمر بتناوله خلال فترات الحمل الأولى، حيث أنّه ضروري لتطور نظر الجنين ومناعته؛ إلّا أنّ استهلاك كميات زائدة منه قد يؤدي إلى حدوث أضرار في الكبد أو عيوب خلقية لدى الجنين، لذلك لا ينصح بأخذ فيتامين أ كمكمل غذائي خلال فترات الحمل، كما ينصح بعدم تجاوز الكمية الموصى بها يوميا خلال الحمل والتي تتراوح من 750 وحتى 770 ميكروغرامًا.[٤][٥]


فيتامين هـ

يُعرف فيتامين هـ بدوره الضروري في التعبير الجيني والحفاظ على صحة الجهاز المناعي، إلّا أنه ينصح بعدم استهلاك أكثر من 15 ميكروغرامًا خلال فترة الحمل وذلك لعدم إثبات أي فوائد متعلقة باستهلاك مكملات فيتامين هـ خلال الحمل، في حين أنها قد تتسبب بخطر الإصابة بآلام البطن لدى الأم الحامل أو قد تسبب التمزق المبكر في الكيس الأمينوسي الخاص بالجنين.[٤][٦]


المراجع

  1. Laura Forbes, Jocelyn Graham, Casey Berglund And Others (8/2018), "Dietary Change during Pregnancy and Women’s Reasons for Change", Nutrients, Issue 8, Folder 10, Page 1032. Edited.
  2. ^ أ ب "Vitamins, supplements and nutrition in pregnancy", NHS, 14/2/2020, Retrieved 29/1/2021. Edited.
  3. Hunter W. Korsmo, Xinyin Jiang, and Marie A. Caudill (7/8/2019), "Choline: Exploring the Growing Science on Its Benefits for Moms and Babies", NCBI, Retrieved 29/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت Jillian Kubala (13/8/2020), "Supplements During Pregnancy: What’s Safe and What’s Not", Healthline, Retrieved 29/1/2021. Edited.
  5. "Vitamin A Fact Sheet for Health Professionals", NHS, 14/2/2020, Retrieved 29/1/2021. Edited.
  6. "Vitamin E Fact Sheet for Health Professionals", NHS, 31/7/2020, Retrieved 29/1/2021. Edited.