يعدّ الكالسيوم من العناصر الغذائية المهمة التي يحتاجها جسم الإنسان، وذلك لفوائده العديدة، إذ يعدّ الكالسيوم من أهم مكونات العظام والأسنان، كما يلعب دورًا مهماً في صحة القلب ووظائف العضلات، وفي هذا المقال سنتحدث عن العوامل المؤثرة على امتصاص الكالسيوم.[١][٢]


تجدر الإشارة إلى أنّ الكالسيوم يتوفر في منتجات الحليب كاللبن، والحليب، والجبن، وغيرها من المصادر، وتبلغ الكمية اليومية المُوصى بها من الكالسيوم للبالغين من كِلا الجنسين؛ 1,000 مليغرام.[٣]


العوامل المؤثرة في امتصاص الكالسيوم

لا يمتص جسم الإنسان جميع الكالسيوم المستهلك فعليًا، حيث يمتص الجسم حوالي 30% من الكالسيوم الموجود في الطعام، وهذا يختلف باختلاف نوع الطعام المُستهلك، ومن العوامل المؤثرة في امتصاص الكالسيوم ما يأتي:[٣]

  • الكمية المستهلكة: حيثُ إنه كلما زاد تناول الكالسيوم في فترة واحدة، كلما قلت كفاءة امتصاصه في الجسم.
  • العمر: إذ تكون نسبة امتصاص الكالسيوم أعلى عند الرضع وتصل إلى 60%؛ وذلك لحاجتهم إلى كميات كبيرة من المعدن لبناء العظام، وتقل هذه النسبة مع التقدم بالعمر.
  • مكونات الطعام: هناك بعض الأحماض الموجودة في الطعام، والتي ترتبط مع الكالسيوم وتقلل من امتصاصه، مثل؛ حمض الأوكساليك (بالإنجليزية: Oxalic acid) المتوفر في السبانخ، والبطاطا الحلوة، والفول، والكرنب، إضافة إلى الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من حمض الفايتك (بالإنجليزية: Phytic acid)، مثل؛ منتجات الحبوب الكاملة التي تحتوي على الألياف، ونخالة القمح، والفول، والبذور، والمكسرات، وبروتين الصويا.
  • الكميات الكبيرة من الصوديوم: يؤدي تناول كميات كبيرة من الصوديوم إلى زيادة طرح الكالسيوم في البول.
  • الكافيين: فقد يسبب تناول الكافيين زيادة طرح الكالسيوم وتقليل امتصاصه، ولكن بنسب بسيطة، لكن تجدر الإشارة إلى أنّ تناول كمية معتدلة من الكافيين كفنجان قهوة واحد أو كوبان من الشاي يومياً لا يسبب حدوث أضرار في العظام.
  • الفسفور: يعدّ تأثير الفسفور في طرح الكالسيوم من الجسم بسيطاً نوعاً ما، لكن تجدر الإشارة إلى أنّ فرط شرب المشروبات الغازية بدلاً من الحليب يؤثر سلباً في صحة العظام، حيث تحتوي هذه المشروبات على كمية مرتفعة من الفسفور.
  • بعض الأدوية: من الممكن أن تتداخل مكملات الكالسيوم مع العديد من الأدوية بطرق مختلفة، عن طريق زيادة أو تقليل امتصاص الدواء، أو زيادة وتقليل امتصاص الكالسيوم، لذلك من المهم التحدث إلى الطبيب في حال تناول مكملات الكالسيوم أو أيّ من المكملات الأخرى مع الأدوية، وفيما يأتي بعض الأمثلة على هذه الأدوية:[٤]
  • المضادات الحيوية: يمكن أن يقلل تناول الكالسيوم من امتصاص بعض المضادات الحيوية، مثل؛ الفلوروكينولون (بالإنجليزية: Fluoroquinolone)، والتتراسيكلين (بالإنجليزية: Tetracycline)، لذا يجب أن يفُصل بين تناولهم ساعتين على الأقل، وفي حال تناول أدوية من نوع الجنتاميسين (بالإنجليزية: Gentamicin)، فينبغي تجنب استهلاك مكملات الكالسيوم تمامًا.
  • أدوية هشاشة العظام: قد يؤدي تناول الأدوية المعالجة لهشاشة العظام بالتزامن مع مكملات الكالسيوم إلى التقليل من امتصاص الدواء، لذلك يجب تناوله على الأقل بعد ساعتين عن الكالسيوم.
  • مدرات البول، وأدوية الضغط: تستخدم مدرات البول لإزالة السوائل من الجسم وتقليل ضغط الدم، مما يؤثر في مستويات الكالسيوم في الدم.
  • مضادات الحموضة: تزيد مضادات الحموضة المحتوية على الألمنيوم والمغنيسيوم من كمية الكالسيوم التي تطرح في البول، مما يعني أنّ الجسم قد يفقد من الكالسيوم.
  • المُلينات: قد تحتوي الملينات على عنصر المغنيسيوم مما قد يقلل من امتصاص كمية الكالسيوم.
  • أدوية الصرع: يؤدي تناول بعض أنواع أدوية الصرع إلى التقليل من امتصاص الكالسيوم؛ ولتجنب ذلك يجب الفصل بينهم مدة ساعتين على الأقل.
  • أدوية الكوليسترول: يمكن لبعض أنواع الأدوية الخافضة للكولسترول، والتي تسمى منحيات حمض الصفراء (بالإنجليزية: Bile acid sequestrants) أن تزيد من كمية الكالسيوم المطروحة مع البول.


عوامل تزيد من امتصاص الكالسيوم

يعتمد مقدار الكالسيوم الذي يمتصه الجسم على عوامل مختلفة، ومنها ما يأتي:[٥]

  • بيئة الأمعاء الحامضية: هناك بعض أنواع مكملات الكالسيوم التي تحتاج إلى وجود بيئة حمضية لكي تذوب في الأمعاء وتُمتص في الدم، مثل؛ كربونات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium carbonate)، ويزداد إنتاج حمض المعدة بوجود الطعام، ما يخلق بيئة حمضية، لذلك يجب تناول هذا النوع من الكالسيوم مع الوجبات، في حين أنّ هناك أنواعاً أخرى من الكالسيوم لا تتطلب وجود وسط حمضي إضافي، وتذوب في البيئة الطبيعية للمعدة، مثل؛ سترات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium citrate).
  • فيتامين د: يعتمد امتصاص الكالسيوم على وجود مستوى كافٍ من الشكل النشط لفيتامين د في الدم، مما يعزز امتصاص الكالسيوم.
  • الإستروجين: وهو هرمون يلعب دورًا مهمًا في المساعدة على زيادة امتصاص الكالسيوم، حيثُ تنخفض مستويات هرمون الأستروجين بعد انقطاع الطمث، مما يُسبب انخفاض امتصاص الكالسيوم.
  • الكالسيوم: من الأفضل تناول الكالسيوم بجرعاتٍ أصغر على مدار اليوم للمساعدة على الامتصاص بشكلٍ كافٍ.
  • اللاكتوز: فهو من الكربوهيدرات الرئيسية في الحليب، والتي تساعد على زيادة امتصاص الكالسيوم.

المراجع

  1. Natalie Butler (14/8/2018), "8-fast-facts-about-calcium", healthline, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  2. Kerri-Ann Jennings (27/7/2018), "15-calcium-rich-foods", healthline, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Calcium"، ods.od.nih، 29/3/2021، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2021. Edited.
  4. Shereen Lehman (10/10/2020), "do-calcium-supplements-interfere-with-medications", verywellfit, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  5. Linda Houtkooper, Vanessa Farrell, Veronica Mullins (2017), "Calcium Supplement Guidelines", repository.arizona, Retrieved 4/2/2021. Edited.