الصوديوم
يُعد الصوديوم أحد أهم المعادن التي يحتاجها الجسم بكمياتٍ كبيرة، حيث يحمل هذا المحلول الكهرلي شحنة كهربائية عند ذوبانه في سوائل الجسم؛ كالدم الذي يحتويه، أو السوائل المُحيطة بالخلايا، كما أنّه يلعب دوراًً مُهماً في الوظيفة الطبيعية لكُل من الأعصاب والعضلات، بالإضافة إلى مُساهمته في المحافظة على التوازن الطبيعي لسوائل الجسم؛ إذ يحصل الجسم على الصوديوم من خلال الطعام والشراب المُتناول ليتم فقدان الزائد منه من خلال عمليتي التبول والتعرق، بالإضافة إلى مساهمة الكلى في ذلك؛ إذ يقوم الجسم بمراقبة مستويات الصوديوم حول الخلايا وفي الدم، وعند زيادة تراكيزه في الدم يُرسل إشارة للأوعية الدموية والكلى لتحفيزهم على إفراز الصوديوم الزائد لإعادة الدم لحجمه الطبيعي،[١]ومن الجدير بالذكر أنّ المستوى الطبيعي لتركيز الصوديوم في الدم يتراوح ما بين 135 إلى 145 مليلتراً لكل لتر.[٢]
أبرز مصادر الصوديوم الغذائية
بدايةً يجدر التنويه إلى أنّ هنالك فرقاً بين الصوديوم وملح الطعام؛ حيث إنّ الصوديوم يعد عُنصراً، أمّا بالنسبة لملح الطعام فإنّه يتكون من الصوديوم والكلوريد، حيث يشكل الصوديوم 40% من وزنه، و60% المُتبقية تمثل عنصر الكلوريد؛ أيّ أنّ كل معلقة صغيرة تحتوي على ما يُُقارب 2300 مليغراماً من الصوديوم،[٣] كما توضح النقاط الآتية بعضاً من المصادر الغذائية مع الكمية التي تحتويها من هذا العُنصر:[٤]
- الفواكه: حيث يحتوي النصف كوب من الفواكه الطازجة، أو المُجمدة، أو المُعلبة، أو عصائرها، على ما يُقارب 8 مليغرامات من الصوديوم.
- الخضروات: تُعد هذه المجموعة بشكلٍ عام منخفضة بالصوديوم؛ إذ يحتوي نصف الكوب الطازج منها، أو المُجمد، أو المطبوخ بدون ملح مُضاف على ما يُقارب 35 مليغراماً من الصوديوم.
- الحبوب: تُعد هذه المجموعة بشكلٍ عام منخفضة بالصوديوم؛ إذ يحتوي نصف الكوب الواحد منها على ما يُقارب 5 مليغرامات من الصويوم، ولكن يجدر التنويه إلى أن طريقة الطبخ والصلصة المُستخدمة قد تزيد من محتواها من هذا العنصر؛ لذلك يتوجب الانتباه وقراءة مُلصق البيان الغذائي الخاص بالمنتج.
- المخبوزات: تعد هذه المجموعة مصدراً لصوديوم؛ إذ تحتوي على كمية صوديوم تتراوح بين 110 إلى 150 مليغراماً لكل شريحة.
- اللحوم والدواجن والأسماك: حيث يحتوي 90 غراماً من اللحم الطازج على ما يُقارب 75 مليغراماً من الصوديوم، أمّا اللحوم المُعلبة قد يحتوي 30 غراماً منها على كمية تتراوح بين 90 إلى 150 مليغراماً من الصوديوم.
- الحليب ومشتقاته: حيث يحتوي الكوب الواحد من الحليب على ما يُقارب 125 مليغراماً من الصوديوم، أمّا الأجبان فإنّها من المصادر الغنيّة بهذا العنصر، وذلك بسبب استخدام الملح خلال عملية إنتاجها، أي أنّ 30 غراماً من الجُبن الطبيعي يحتوي على كمية تتراوح من 75 إلى 125 مليغراماً من الصوديوم، وكذلك 30 غراماً من الجُبن المُصنع يحتوي على كمية تتراوح من 350 إلى 450 مليغراماً منه.
الكميات المُوصى بها من الصوديوم
إنّ التوصيات الغذائية الأمريكية قد ركزت على الحد من تناول الصوديوم إلى أقل من 2300 مليغراماً خلال اليوم؛ أيّ ما يُعادل ملعقة صغيرة واحدة منه.[٥]
نقصان الصوديوم في الجسم
يتسبب نقصان مُستويات الصوديوم (بالإنجليزية: Hyponatremia) في الدم لأقل من 135 مليتراً مُكافئاً لكل لتر إلى انتقال كميات كبيرة من السوائل الزائدة إلى داخل الخلايا مُؤدية إلى انتفاخها، وتكمن خطورة هذه الحالة على الدماغ بسبب عدم قدرته على التمدد داخل الجمجمة.[٦]
أسباب نقصان الصوديوم
قد يكون نقصان مستويات الصوديوم في الدم نتيجة للإصابة ببعض الأمراض وتناول الأدوية؛ لذلك توضح النقاط الآتية بعضاً منها:[٦]
- الإصابة بفشلٍ كُلوي؛ حيث إنّ الكلى في هذه الحالة لا تستطيع التخلص من السوائل الزائدة في الجسم.
- تناول الأدوية المُدرة للبول؛ وهي تلك الأدوية التي تساعد على التخلص من الصوديوم عن طريق التبول.
- تناول الأدوية المُضادة للاكتئاب وأدوية الألم؛ حيث إنّها قد تُسبب تعرقاً أو تبولاً لدى الشخص أكثر من العادة.
- الإصابة بقصورٍ في القلب؛ حيث تتسبب هذه الحالة في تراكم السوائل الزائدة في الجسم.
- التقيؤ الشديد أو الإصابة بالإسهال؛ حيث إنّ كلاهما يُسببان فقدان كميات كبيرة من عنصر الصوديوم وسوائل الجسم.
- حالة العطش المُفرط (بالإنجليزية: Polydipsia)؛ حيث يُعد المُسبب الرئيسي لها شرب كميات كبيرة من السوائل وبالتالي نقصان مستويات الصوديوم في الدم.
أعراض نقصان الصوديوم
قد تختلف الأعراض من شخص لآخر ولا يُشترط الإصابة بجميعها في آنٍ واحد،[٧] وتشمل الأعراض كُلاً مما يأتي:[٢]
- الغثيان والتقيؤ.
- الصداع.
- الارتباك.
- التعب والإجهاد.
- التهيج.
- ضعف في العضلات وتقلصاتها.
- في الحالات الشديدة قد يُسبب الإصابة بغيبوبة.
علاج نقصان الصوديوم
قد تختلف طريقة العلاج بحسب المُسبب لنقصان مُستوياته في الدم، وقد يقتصر العلاج على التقليل من شرب السوائل، أو الحاجة إلى تدخل طبي، كتزويد الجسم بمحاليل الصوديوم التي يحتاجها عبر العلاج الوريدي، وغيرها.[٧]
المراجع
- ↑ James Lewis (1/4/2020), "msdmanuals", msdmanuals, Retrieved 22/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "Hyponatremia", mayoclinic, 23/5/2020, Retrieved 22/1/2021. Edited.
- ↑ "Sodium sources: Where does all that sodium come from?", heart, 23/3/2018, Retrieved 22/1/2021. Edited.
- ↑ Georgia Lauritzen and Kris Saunders, "Sodium", usu, Retrieved 22/1/2021. Edited.
- ↑ "Sodium in Your Diet", fda, 4/2/2020, Retrieved 22/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "Hyponatremia", kidney, 17/5/2017, Retrieved 22/1/2021. Edited.
- ^ أ ب Janelle Martel (17/12/2020), "Low Blood Sodium (Hyponatremia)", healthline, Retrieved 22/1/2021. Edited.