يَحتاج الإنسان إلى جميع الفيتامينات - والتي يبلغ عددها 13 - للحفاظ على صحة الجسم، وعادة يتم الحصول عليها عن طريق اتباع نظام غذائي متنوع وصحي، ويُعد نقص واحد من هذه الفيتامينات أو أكثر عامل مُسبب للعديد من الأمراض لأن لها العديد من الوظائف في جسم الإنسان، ويمكن أن يحدث نقص للفيتامين بسبب قلة استهلاكه من مصادره الطبيعية، أو نتيجة لوجود بعض المشاكل الصِحية التي تُؤثر على امتصاص الفيتامينات، ويُمكن علاج نَقص الفيتامين بالحصول على مكمل غذائي مناسب وذلك بعد استشارة الطبيب.[١]


أمراض ناتجة عن نقص بعض الفيتامينات

فيما يأتي بعض من أهم الأمراض التي تنتج عن نقص الفيتامينات المختلفة.


مرض الإسقربوط

يَحدُث مَرض الإسقربوط، أو عوز فيتامين ج، أو البثع، (بالإنجليزية: Scurvy) بسبب نقص فيتامين ج الذي يُعد من الفيتامينات الذائبة في الماء، وتبدأ أولى أعراض المرض بالتَعب والإرهاق، وفي حال تطوره يمكن ظهور أعراض أكثر شدة؛ مثل ظهور بُقع على الجِلد وحدوث التهاب في لثة الأسنان، وفي الحالة المتقدمة من الإسقربوط قد يَحدث فُقدان للأسنان، ونَزيف في اللثة والجلد، وإلحاق الضرر في المفاصل، وجَفاف العينين، وانتفاخ الجسم، ويعيق التئام الجروح، ولا بد من علاجه بشكلٍ سريع فقد يكون مميتاً في حال عدم علاجه.[٢]


وتتمثل الكَمية الموصى بها يومياً من فيتامين ج للبالغين (19-50 سنة) 90 مليغرامٍ للرجال، و75 مليغرامٍ للنساء، ويعد كلاً من الفواكه والخضراوات من المصادر الغنيّة بفيتامين ج؛ ومنها الكيوي، والفواكه الحمضية، والجوافة، والفراولة، والشمام، والبروكلي، والفلفل الرومي، والطماطم، وغيرها.[٣]


مرض البري بري ومتلازمة فيرنيك - كورساكوف

يَحدُث مرض البري بري (بالإنجليزية: Beriberi) ومتلازمة فيرنيك - كورساكوف (بالإنجليزية: Wernicke–Korsakoff syndrome) بسبب النَقص الشديد في فيتامين ب1 أو الثيامين (بالإنجليزية: Thiamine) الذي يُعد من الفيتامينات الذائبة في الماء، ومن الأعراض التي تُسببها هذه الأمراض؛ فُقدان الشَهية، وخسارة الوزن، واختلال وظائف الجهاز العصبي والقدرة الإدراكيّة، وضُعف العضلات، وتَضخم عضلة القلب، وتنميل ووخز في اليدين والقدمين، وغيرها.[٢][٤]


وتتمثل الكمية الموصى بها يومياً من فيتامين ب1 للبالغين (19-50 سنة) 1.2 مليغرام للرجال، و1.1 مليغرام للنساء، ويوجد فيتامين ب1 في العديد من أصناف الطعام، بما في ذلك؛ الحبوب الكاملة والحبوب المدعمة ومنتجاتها؛ كالقمح، والمعكرونة، والأرز، كما يوجد في اللحوم والأسماك، والبقوليات مثل الفاصوليا السوداء، والمكسرات، وغيرها من المصادر.[٤]


مرض عوز الريبوفلافين

مرض عوز الريبوفلافين (بالإنجليزية: Ariboflavinosis) هي حالة تَحدُث بِسبب النقص الشَديد في فيتامين ب2 أو الريبوفلافين (بالإنجليزية: Riboflavin)، ولكن نقص هذا الفيتامين نادر جداً، وتتمثل أعراض هذه الحالة بحدوث تقرحات في الحَلق، والتهاب اللسان، وفقر الدم، ومشاكل في الجلد والعُيون.[٢]


وتتمثل الكمية اليوميّة الموصى بها من فيتامين ب2 للبالغين (19-50 سنة) 1.3 مليغرام للرجال، و1.1 مليغرام للنساء، ومن أهم مصادره؛ البيض، ولحوم الأعضاء مثل الكبد والكلى، واللحوم قليلة الدهون، والحليب قليل الدسم، والخضراوات الخضراء مثل البروكلي والسبانخ، وغيرها.[٥]


مرض البلاجرا

يَحدث مرض البلاجرا (بالإنجليزية: Pellagra) بسبب نقص فيتامين ب3 (بالإنجليزية: Niacin)، ومن أعراضه؛ خشونة في الجلد وتحوله للون الأحمر أو البني في الشمس، ويكون اللسان بلون أحمر فاتح، والتقيؤ أو والإسهال أو الإمساك، والصداع، والتعب الشديد، والاكتئاب، والهلوسة، وفقدان الذاكرة، ويمكن أن يتسبب في فقدان الشهية في مراحله الأخيرة.[٦]


وتتمثل الكمية الموصى بها يومياً من فيتامين ب3 للبالغين (19-50 سنة) 16 مليغرام للرجال، و14 مليغرام للنساء، ومن أهم مصادره؛ اللحوم، وبعض أنواع المكسرات، والبقوليات، والحبوب، وغيرها.[٦]


عيوب الأنبوب العصبي

عيوب الأنبوب العصبي (بالإنجليزية: Neural tube defect) هي تشوهات خَلقية تتمثل في حدوث عيوب في الدماغ والعمود الفقري للجنين، وتحُدث عندما لا تحصل النساء الحوامل على كميات كافية من فيتامين ب9 أو الفولات (بالإنجليزية: Folate)، كما يمكن أن يتسبب نقص الفولات في زيادة خطر الولادة المبكرة، أو ولادة الطفل بوزن منخفض، لذا تنصح النساء بالحصول على مكملات من حمض الفوليك قبل الحمل وخلال الفترة الأولى من الحمل لتجنب حدوث هذه المضاعفات، ولأنّ معظم الأحمال يكون غير مخطط لها، توصَى جميع النساء اللواتي لديهن فرصة للحمل بتناول 400 ميكروغرام يومياً من مكملات حمض الفوليك أو الأطعمة المدعمة به.[٧]


وتتمثل الكَمية الموصى بها يومياً من فيتامين ب9 للبالغين (19-50 سنة) الرجال والنساء بـ 400 مليغرامٍ، ومن المصادر الغنية بفيتامين ب9؛ الكبد البقري، والخضراوات خاصة الهليون والخُضراوات الورقية الخضراء مثل السبانخ، كما يوجد في البرتقال وعصير البرتقال، والمكسرات، والبقوليات.[٧]


جفاف الملتحمة

يعد جفاف الملتحمة (بالإنجليزية: Xerophthalmia) من أكثر أعراض نقص فيتامين أ شيوعاً عند الأطفال الصغار والنساء الحوامل، ويعد العشى الليلي (بالإنجليزيّة: Night blindness) أو عدم القدرة على الرؤية في الضوء الخافت أو الظلام من العلامات الأولية لجفاف الملتحمة، ومن الجدير بالذكر أنّ نقص فيتامين أ أيضاً هون من أحد أسباب عمى الأطفال التي يمكن الوقاية منها وتجنبها، ومن المرجح أنّ المصابين بنقص فيتامين أ يعانون أيضاً من انخفاض في مستويات الحديد مما يزيد من خطر حدوث فقر الدم.[٨]


وتتمثل الكمية الموصى بها يومياً من فيتامين أ للبالغين (19-50 سنة) 900 ميكروغرام للرجال، و700 ميكروغرام للنساء، ومن أهم مصادر فيتامين أ؛ لحم الأعضاء مثل الكبد، ولكنها عالية بمحتواها من الكوليسترول لذا لا بد من تناولها بحذر، وأيضاً يوجد في سمك السلمون، والخضراوات الورقية أو ذات اللون الأخضر، أو الأصفر، أو البرتقالي مثل الجزر، والبروكلي، واليقطين، كما يوجد في الشمام، والمشمش، والمانجو.[٩]


الكساح ولين العظام

إنّ تناول فيتامين د بكميات كافية يقلل من خطر الإصابة بالكساح (بالإنجليزيّة: Rickets) للصغار، ولين العظام (بالإنجليزيّة: Osteomalacia) للبالغين والتي هي أمراض تؤثر على صحة العظام، ومن الجدير بالذكر أنّ خطر الإصابة بالكساح يمكن أن يزداد في حال استمرار الرضيع في الاعتماد على حليب الأم لوحده لفترة طويلة دون الحصول على مكملات من فيتامين د.[١٠]


وتتمثل الكمية الموصى بها يومياً من فيتامين د للبالغين (19-50 سنة) الرجال والنساء بما يعادل 600 وحدة دوليّة، ومن مصادر فيتامين د؛ الحليب ومشتقاته، الأسماك الدُهنية، والفِطر، وغيرها.[١٠]


مضاعفات نقص فيتامينات أخرى

فيما يأتي بعض من مضاعفات نقص الفيتامينات الأخرى غير المذكورة سابقاً:[١١]

  • فيتامين هـ: يعد نقص فيتامين هـ نادراً، ولكن يمكن أن يتسبب في ضُعف العضلات، وزيادة خطر الإصابة بالالتهابات، ومشاكل في الجهاز العصبي، وضعف في الرؤية.
  • فيتامين ك: هو عنصر أساسي يساعد على تخثر الدم، ووجود نقص فيه يتسبب في استمرار النزيف.
  • فيتامين ب12: يُسبب نَقص فيتامين ب12 بعض الأعراض؛ منها فقر دم، وفُقدان الشهية، وتقرحات في اللسان، ومشاكل في الجهاز العصبي، وزيادة خطر الإصابة بالخرف.[٢]

المراجع

  1. Brandon Peters (20/11/2019), "An Overview of Vitamin Deficiency", verywellhealth, Retrieved 30/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Atli Arnarson (3/11/2017), "The Water-Soluble Vitamins: C and B Complex", healthline, Retrieved 30/3/2021. Edited.
  3. "Vitamin C", ods, 22/3/2021, Retrieved 30/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Thiamin", ods, 22/3/2021, Retrieved 30/3/2021. Edited.
  5. "Riboflavin", ods, 22/3/2021, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Niacin", ods, 22/3/2021, Retrieved 30/3/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Folate", ods, 22/3/2021, Retrieved 30/3/2021. Edited.
  8. "Vitamin A", ods, 26/3/2021, Retrieved 30/3/2021. Edited.
  9. "Vitamin A", ods, Retrieved 16/2/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Vitamin D", ods, 26/3/2021, Retrieved 30/3/2021. Edited.
  11. Atli Arnarson (16/2/2017), "The Fat-Soluble Vitamins: A, D, E and K", healthline, Retrieved 30/3/2021. Edited.