نقص فيتامين ب12 (b12): التشخيص، والأسباب، والأعراض، والعلاج

ما هو نقص فيتامين ب12

كمعظم الفيتامينات لا يستطيع جسم الإنسان تصنيع فيتامين ب12، لذلك يجب الحصول على حاجة الجسم من هذا الفيتامين من الأغذية، إذ في حال حدوث نقص في فيتامين ب12 نتيجة عدم استهلاك مصادره الغذائية، أو قلة امتصاصه ينتج الجسم خلايا دم حمراء كبيرة بشكل غير طبيعي لا يمكنها العمل بوظائفها بشكل صحيح، ممّا يؤثر بشكل سلبي في وظائف متعددة في الجسم.^[١][٢]

تشخيص نقص فيتامين ب12

يعتمد تشخيص نقص فيتامين ب12 على إجراء فحوصات مِخبرية بحسب استشارة الطبيب مثل ما يُدعى بتعداد كامل لعناصر الدم المعروف اختصاراً بـ CBC، وفحص فيتامين ب12، وفحص حمض الفوليك، ويتم تشخيص المريض بنقص فيتامين ب12 إذا كان مستوى ب12 في الدم أقل من 200 بيكوغرام لكل مليلتر، أو أقل من 145 بيكومولاً لكل لتر.^[٣]

أسباب نقص فيتامين ب12

تتعدد أسباب نقص فيتامين ب12، ومنها ما يأتي:^[٤][٢]

• النظام الغذائي القليل بفيتامين ب12: يمكن أن يصاب بعض الأشخاص بنقص فيتامين ب12 نتيجة عدم تناول ما يكفي من المصادر الغذائية لهذا الفيتامين، مثل؛ اللحوم، والأسماك، ومنتجات الألبان التي توفر حاجة الجسم من هذا الفيتامين، ولذلك غالبًا ما يتعرض الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا تاماً خالياً من أي مصدر غذائيّ حيوانيّ (بالإنجليزية: Vegan diet)، أو الذين يتبعون نظام غذائياً يفتقر للعديد من العناصرالغذائية المهمة لنقص فيتامين ب12.
• فقر الدم الخبيث: (بالإنجليزية: Pernicious Anemia)، وينتج هذا النوع من فقر الدم بسبب عدم قدرة المعدة على إنتاج بروتين أساسي ومهم لامتصاص فيتامين ب12، بسبب عدة أسباب، منها:
• التهاب المعدة المُزمن.
• استئصال المعدة أو جزء منها.
• أمراض المناعة الذاتية كفقر الدم الخبيث.
• استئصال جزء من نهاية الأمعاء الدقيقة: حيث يتم امتصاص فيتامين ب12 في الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة، وبالتالي فإنّ استئصاله يؤدي إلى نقص فيتامين ب12.
• فقر الدم الناتج عن نقص الحمض النووي المهم لإنتاج كريات الدم الحمراء: (بالإنجليزية: Megaloblastic anemia) حيث يرافق هذا النوع من فقر الدم نقص فيتامين ب12، وفيما يأتي ذكر مسبباته:
• الإصابة بمرض السكري من النوع الأول.
• أمراض الغدة الدرقية.
• وجود تاريخ عائليّ للمرض.
• استخدام بعض الأدوية: يمكن أن تؤثر بعض الأدوية في امتصاص فيتامين ب12، كبعض الأدوية المستخدمة لعلاج عسر الهضم.

أعراض نقص فيتامين ب12

قد تستغرق أعراض نقص ب12 عدّة سنوات للظهور، وقد يكون تشخيصها صعبًا؛ إذ غالبًا ما يتم الخلط بين أعراض نقص ب12 من جهة، ونقص حمض الفوليك من جهة أخرى، ومن أهم أعراض نقص فيتامين ب12 ما يأتي:^[٥]

• الإعياء، والتعب: وهو من أبرز الأعراض الشائعة لنقص فيتامين ب12، ويعود ذلك لقلة إنتاج خلايا الدم الحمراء لنقل كميات كافية من الأكسجين للجسم.
• شحوب الجلد أو اليرقان: إذ يميل لون البشرة وبياض العينين للصفار بدرجة بسيطة وهي حالة تعرف باليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)، والتي تنتج عن مشاكل في إنتاج خلايا الدم الحمراء في الجسم بسبب نقص فيتامين ب12.
• الإحساس بالوخز: وهو من أشكال تلف الأعصاب الذي يُعدّ أحد أكثر الأضرار خطورة لنقص فيتامين ب12 على المدى الطويل، ويعود ذلك لنقص إنتاج المادة التي تحافظ على صحة الأعصاب مما يؤثر في وظائف الجهاز العصبيّ، ويسبب شعوراً بالوخز أو التنميل أو الخدران.
• تغييرات في الحركة والتوازن: تؤثر في القدرة على المشي والحركة، وتزيد من خطر السقوط، وذلك في حال عدم علاج نقص فيتامين ب12 الذي يؤثر في صحة الجهاز العصبي، وغالبًا ما تظهر هذه الأعراض لدى كبار السن المصابين بنقص فيتامين ب12، أو عند البالغين ممّن هم أصغر سناً ويعانون من النقص الحادّ في مستوى هذا الفيتامين.
• أعراض أخرى: مثل ما يأتي:
• تغييرات في المزاج، ووظائف الدماغ كالاكتئاب والخرف.
• التهاب اللسان، وتقرحات الفم.
• ضيق التنفس، والدوار.
• عدم وضوح الرؤية.
• ارتفاع درجة حرارة الجسم.

معوقات امتصاص فيتامين ب12

من الأسباب الأكثر شيوعًا لنقص فيتامين ب12 هو عدم الامتصاص للكميات الكافية من فيتامين ب12 من الجسم، ومن معوقات الامتصاص ما يأتي:^[٦]

• فرط نمو البكتيريا في جزء من الأمعاء الدقيقة.
• ضعف الامتصاص بسبب اضطرابات سوء الامتصاص، مثل:
• الداء البطني (بالإنجليزية: Celiac)
• بعض اضطرابات البنكرياس.
• مرض التهاب الأمعاء، الذي يصيب الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة.
• عدوى الدودة الشريطية بسبب تناول الأسماك النيئة.
• الإيدز.
• جراحة السمنة لفقدان الوزن.
• استئصال جزء من الأمعاء الدقيقة.
• استهلاك بعض الأدوية، مثل:
• مضادات الحموضة.
• خافضات مستوى سكر الدم كالميتفورمين.
• انخفاض حموضة المعدة الذي يشيع بين كبار السن.

مضاعفات نقص فيتامين ب12

قد يؤدي نقص فيتامين ب12 للإصابة بمضاعفات خطيرة غير شائعة، والتي تحدث في حال عدم علاج نقص فيتامين ب12 لفترة طويلة، مع الإشارة إلى أنّ بعض هذه المضاعفات يتحسن بمجرد علاجه وفقاً لاستشارة الطبيب، بينما قد يستمر بعضها الآخر، ومن هذه المضاعفات ما يأتي:^[٢]

• مشاكل في الجهاز العصبي.
• العقم لفترة من الزمن.
• أمراض القلب.
• مضاعفات الحمل، والعيوب الخلقية.
• زيادة خطر الإصابة بفشل القلب لدى البالغين المصابين بفقر الدم الحادّ.

الفئات الأكثر عُرضة للإصابة بنقص فيتامين ب12

تزيد نسبة خطر الإصابة بنقص فيتامين ب12 في بعض الحالات، مثل:^[٤]

• اتباع نظام غذائي نباتي صارم.
• وجود تاريخ عائليّ للإصابة بمرض فقر الدم الناجم عن نقص فيتامين ب12.
•  الذين خضعوا لجراحة إزالة جزء من المعدة، أو الأمعاء، أو كليهما.
•  المصابون بأمراض المناعة الذاتية.
• المصابون بمرض كرون؛ وهو أحد أنواع أمراض التهاب الأمعاء.
• المصابون بفيروس العوز المناعي البشري المعروف اختصاراً بـ HIV، أو الإيدز.
• الذين يستهلكون بعض الأدوية، كأدوية حرقة المعدة، وأدوية السكري.
• كبار السن.

علاج نقص فيتامين ب12

يعتمد علاج نقص فيتامين ب12 على سبب حدوثه، ويمكن علاج معظم حالات نقص فيتامين ب12 عن طريق أخذ المكملات الغذائية لفيتامين ب12، سواءً بالحقن أو الأقراص لتعويض النقص وفقاَ لتعليمات الطبيب، وفي بعض الحالات يمكن أن يساعد تحسين النظام الغذائيّ الغنيّ بفيتامين ب12 إضافة إلى استهلاك المكملات في علاج الحالة، ومن الأغذية المحتوية على فيتامين ب12؛ اللحوم، والأسماك، والبيض، ومنتجات الألبان، والأطعمة المدّعمة بفيتامين ب12.^[٢]

الكمية الموصى بها من فيتامين ب12

تعتمد الكمية التي يحتاجها الجسم من فيتامين ب12 على العمر، ويوضح الجدول أدناه احتياجات الفئات العمرية المختلفة من فيتامين ب12 بوحدة الميكروغرام:^[٧]