نقص الزنك

يتعرّض الجسم لخطر الإصابة بنقص الزنك لأنّ معدن الزنك يُعدّ من المعادن الأساسية التي لا يستطيع الجسم تصنيعه بصورة طبيعية من تلقاء نفسه، أو تخزينه للاستهلاك عند الحاجة، إنّما يحصل عليه عن طريق مصادره من الغذاء الطبيعي، أو الأطعمة المدعمة بالزنك، أو المكملات الغذائية المصنعة.[١]


ولمعدن الزنك دور مهم في العديد من العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان منها: بناء البروتين، والتعبير الجيني، وانقسام الخلايا، ودعم صحة الجهاز المناعي، وتعزيز حاستيّ الشم و التذوق، والمساعدة في التئام الجروح، وتعزيز النمو بصورة طبيعية و سليمة.[١]


أسباب نقص الزنك

يحدث نقص الزنك لعدّة أسباب، ومن أبرزها ما يأتي:[٢][٣][٤]

  • عدم تناول كميات كافية من الأطعمة التي تحتوي على الزنك بما يتناسب مع احتياجات الجسم.
  • سوء امتصاص الزنك في الأمعاء.
  • الإصابة ببعض الأمراض المزمنة كالسكري، والأورام الخبيثة، وأمراض الكبد، والفشل الكلوي، وفقر الدم المنجلي (بالإنجليزية: Sickle cell disease).
  • إدمان الكحول.
  • تناول بعض الأدوية، مثل: مدرّات البول، مما يؤدي إلى خسارة الزنك عن طريق البول.
  • أسباب وراثية، بسبب حالة مرضية تعرف بالتهاب الجلد النهائي المعوي (بالإنجليزيّة: Acrodermatitis enteropathica)، الناتج عن طفرة جينية والتي تؤدي إلى حذف البروتين الناقل للزنك.


تشخيص نقص الزنك

يُعدّ التقييم التغذوي لحالة الزنك في الجسم عن طريق التحاليل المخبرية أمراً ليس كافياً أو دقيقًا بشكلٍ كبير، نظرًا لسعة انتشار الزنك داخل جسم الإنسان، باعتباره مكونًا للعديد من البروتينات والأحماض النووية، وعادةً ما يتمّ تشخيص نقص الزنك عن طريق تحليل نسبة الزنك الموجودة في بلازما الدم، إّلا أنّ هذه الطريقة قد لا تُفيد إلّا في حالات نقص الزنك الحاد.[١][٤]


ويمكن تشخيص نقص الزنك عن طريق التحاليل المخبرية الآتية:[٤]

  • فحص الفوسفاتاز القلوي (بالإنجليزيّة: Alkaline phosphatase): و هو عبارة عن إنزيم يعتمد على الزنك، وتكون مستوياته منخفضة في حالات نقص الزنك الحاد.
  • فحص بروتين الألبومين (بالإنجليزيّة: Albumin ): يرتبط الزنك ببروتين الألبومين، لذا يعد من المهم تحديد نسبة الألبومين للحصول على نتائج دقيقة لنسبة الزنك في الدم.


أعراض نقص الزنك

قد تتشابه أعراض نقص الزنك مع حالات صحية أخرى، لذلك ينبغي التأكد طبياً عن طريق الفحوصات اللازمة من وجود نقص الزنك، وتوضح النقاط الآتية بعض الأعراض المصحوبة بنقص الزنك:[١]

  • تأخر النمو.
  • فقدان الشهية.
  • ضعف في المناعة.
  • تساقط الشعر.
  • الإسهال.
  • تأخر البلوغ أو النضج الجنسي.
  • العجز الجنسي.
  • قصور الغدد التناسلية لدى الذكور.
  • الاضطرابات في الجلد والعينين.
  • فقدان الوزن.
  • تأخر شفاء الجروح.
  • اضطرابات في حاسة التذوق.
  • حالات من الخمول والكسل العقلي.


الفئات المعرضة لخطر الإصابة بنقص الزنك

توضح النقاط الآتية الفئات الأكثر عُرضة لخطر الإصابة بنقص الزنك:[١]

  • المرضى المصابون بأمراض الجهاز الهضمي وغيرها من الأمراض: يمكن أن تتسبب جراحات الجهاز الهضمي واضطراباته مثل: التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزيّة: Ulcerative colitis)، وداء كرون (بالإنجليزيّة: Crohn’s disease)، ومتلازمة الأمعاء القصيرة (بالإنجليزيّة: Short bowel syndrome) بتقليل قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص الزنك، كما قد تُسبب هذه الاضطرابات زيادة نسبة فقد الزنك من الجهاز الهضمي و الكلى عبر عملية حيوية تؤدي إلى خسارة الزنك ذاتياً من خلايا أو أنسجة هذه الأعضاء.
  • النباتيون: يعد التوافر الحيوي لمعدن الزنك في المصادر النباتية أقلّ من الموجود في المصادر الحيوانية، إذ إنّ النباتيون في غذائهم يعتمدون على المصادر النباتية، وهذا ما يجعلهم أكثر عُرضة للإصابة بنقص الزنك، بالإضافة إلى أنّهم يستهلكون كميات كبيرة من البقوليات والحبوب الكاملة، والتي تُعد غنية بحمض الفيتيك (بالإنجليزيّة: Phytates) الذي يرتبط بدوره بالزنك ويثبط عملية امتصاصه.
  • المرأة الحامل و المرضع: تتعرض المرأة الحامل لخطر الإصابة بنقص الزنك إذا كانت مستويات الزنك في جسمها قبل الحمل مساوية للحد الأدنى من النسب الطبيعية، إذ إنّ الجنين بحاجة للزنك للنموّ، كما يمكن أن تتعرض المرأة المرضع لنقص الزنك نتيجة لاستنزاف مخازن الزنك عبر الحليب أثناء عملية الرضاعة.
  • الأطفال الرضّع الذين تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 12 شهراً: يوفر حليب الأم كميات كافية من الزنك للأطفال من عمر 4 إلى 6 شهور، بينما لا تكفي الكمية التي توفرها الرضاعة الطبيعية للأطفال من عمر 7 إلى 12 شهراً، ممّا يجعل من الضروري توفير حاجة الطفل من الزنك من مصادر إضافية كالأطعمة التي تحتوي على الزنك والمناسبة لفئتهم العمرية، مثل اللبن الزبادي، والجبن، والبيض، والحبوب الكاملة مثل الشوفان، والبطاطا، و هذا ما يجعل الأطفال المعتمدين في تغذيتهم على حليب الأم فقط عرضة للإصابة بنقص الزنك.
  • مدمنو الكحول: يُعاني 30%–50% من مدمني الكحول من نقص الزنك ويعود سبب ذلك إلى أن استهلاك الكحول يؤدي إلى إعاقة امتصاص الزنك عبر الأمعاء، كما أنّه يزيد من طرحه عبر البول.
  • المرضى المصابون بفقر الدم المنجلي: يعاني 44% من الأطفال المصابين بفقر الدم المنجلي من نقص الزنك، وقد تُعزى الأسباب إلى سوء الحالة التغذوية، وزيادة احتياجات هؤلاء الأطفال المصابين من العناصر الغذائية، كما يعاني ما يقارب 60%–70% من البالغين المصابين بفقر الدم المنجلي كذلك من نقص الزنك.


الكميات الموصى بها من معدن الزنك

يوضح الجدول الآتي الكميات الموصى بها من معدن الزنك يوميًا بالمليغرام لمختلف الفئات العمرية، والمدخول الكافي (بالإنجليزيّة: Adequate Intake) للأطفال الرضّع من الولادة إلى عمر 6 شهور:[١]


العمر
ذكور
إناث
خلال الحمل
خلال الرضاعة
منذ الولادة إلى عمر 6 شهور
2 مليغرام
2 مليغرام
-
-
7 إلى 12 شهراً
3 مليغرامات
3 مليغرامات
-
-
سنة إلى 3 سنوات
3 مليغرامات
3 مليغرامات
-
-
4 إلى 8 سنوات
5 مليغرامات
5 مليغرامات
-
-
9 إلى 13 سنة
8 مليغرامات
8 مليغرامات
-
-
14 إلى 18 سنة
11 مليغراماً
9 مليغرامات
12 مليغراماً
13 مليغراماً
19 سنة فما فوق
11 مليغراماً
8 مليغرامات
11 مليغراماً
12 مليغراماً


علاج نقص الزنك

تبدأ عملية علاج نقص الزنك من تعديل العادات التغذوية وإدخال الأطعمة التي تحتوي على الزنك، مثل اللحم، والدجاج، و الحليب، واللبن، وكذلك حبوب الإفطار المدعمة وغيرها إلى النظام الغذائي اليومي بكميات معتدلة، كما قد يُنصح بعد استشارة الطبيب باستخدام المكملات الغذائية المحتوية على الزنك باختلاف أنواعها، مع الحرص على قراءة كمية الزنك الموجودة فيها، والتي قد تتوفّر بأشكالٍ عدّة، ومنها:[٥]

  • جلوكونات الزنك (بالإنجليزيّة: zinc gluconate).
  • كبريتات الزنك (بالإنجليزيّة: zinc sulfate).
  • اسيتات الزنك (بالإنجليزيّة: zinc acetate).

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "Zinc Fact Sheet for Health Professionals", National Institutes of Health, 15/7/2020, Retrieved 12/12/2020. Edited.
  2. Joseph Nordqvist (5/12/2017), "?What are the health benefits of zinc", Medical News Today, Retrieved 12/12/2020. Edited.
  3. "Zinc", WebMD, Retrieved 12/12/2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت Dr.Rachael Foster, "Zinc Deficiency and the Skin", The Australasian college of Dermatologists, Retrieved 12/12/2020. Edited.
  5. Rachel Nall (22/12/2017), "All you need to know about zinc deficiency", Medical News Today, Retrieved 12/12/2020. Edited.