ماهي أعراض نقص الليثيوم

الليثيوم

الليثيوم هو أحد العناصر الكيميائية التي توجد بشكلٍ طبيعي في الصخور والمسطحات المائية، كما تتوفر في جسم الإنسان أيضاً بكميات قليلة، وعلى الرغم من عدم تصنيف الليثيوم كأحد العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الإنسان حتى الآن، إلا أنّ العديد من الدراسات أظهرت أن تناول كميات قليلة منه قد يكون أن يكون لها تأثيرًا جيدًا خاصَّة فيما يتعلق بالصحَّة العقلية، والصحَّة النَّفسية، إذ إنّه يستخدم بشكلٍ واسع في أدوية العلاج النفسي.^[١][٢][٣]

أعراض نقص الليثيوم

من الجدير بالذكر أنّه لم يتم تصنيف الليثيوم حتى الآن كأحد المُغذيات الدقيقة (بالإنجليزية: Micronutrients)؛ وهي الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها جسم الإنسان بكميات قليلة ونقصها يؤثر على وظائف الجسم ونموه،^[١] وعلى الرغم من عدم تحديد متلازمة لنقص الليثيوم (بالإنجليزية: Lithium Deficiency) مثل الفيتامينات والمعادن الأخرى، إلا أنّ العديد من الدراسات أظهرت وجود بعض الآثار الصحية والمجتمعية المحتملة المرتبطة بانخفاض استهلاك الليثيوم من مياه الشرب، إذ تعد مياه الشرب المصدر الرئيسي لليثيوم، ومن هذه الأعراض ما يأتي:^[١][١][٤]

السلوك الانتحاري

أظهرت بعض الدراسات التي أجريت في مناطق مختلفة وعلى نطاقات واسعة وجود علاقة بين انخفاض مستويات الليثيوم في مياه الشرب، وزيادة معدلات الانتحار في تلك المناطق، ويفسر بعض العلماء هذه العلاقة بسبب تأثير الليثيوم في تقليل التفكير العدواني، ومن الجدير بالذكر أنّ أدوية الليثيوم بوصفة طبية تساهم في الحد من السلوك الانتحاري أو الرغبة في الانتحار، وحتى الكميات القليلة من الليثيوم التي توجد في المياه الجوفية يمكن أن تقلل من هذا السلوك.

السلوك العدواني

أظهرت بعض الدراسات وجود علاقة بين انخفاض مستوى الليثيوم والسلوك العدواني والعنف، حيث ربطت الدراسات بين انخفاض تركيز الليثيوم في مياه الشرب وارتفاع مستوى الجريمة في بعض المناطق، ولا تزال هذه العلاقة غير مفهومة تمامًا، ولكن يُعتقد أن قدرة الليثيوم على تحسين التحكم في الانفعالات قد تلعب دورًا في التقليل من السلوك العدواني.

الخرف

وجد العلماء أن المناطق التي تحتوي على تراكيز منخفضة من الليثيوم في مياه الشرب يميل سكانها إلى الإصابة بمعدلات أعلى من الخرف، وتشير الدراسات إلى أنّ الليثيوم قد يساعد على التقليل من خطر تطور الاختلال المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive deficit) لمرضى ألزهايمر، ولكن لا تزال هناك حاجة لمزيد من الدراسات لتأكيد ذلك.

الاكتئاب

لا يوجد دليل حتى الآن على وجود علاقة قوية بين الكميات القليلة من الليثيوم في مياه الشرب والاكتئاب، لذا هناك حاجة لمزيد من الدراسات، ولكن يُستخدم الليثيوم بوصفة طبية لعلاج مرضى الاكتئاب.

تشخيص نقص الليثيوم

لا يوجد حتى الآن ما يُسمى بنقص الليثيوم كما ذكرنا سابقًا، وبالتالي لا يوجد تشخيص لنقص الليثيوم، ولكن يتم إجراء فحص الليثيوم لمراقبة مستوياته في الدم لدى المرضى الذي وصف لهم دواء الليثيوم لعلاج بعض الأمراض؛ مثل مرضى الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب وغيرها، ويُطلب فحص الليثيوم بشكل متكرر عادة عند البدء باستخدام أدوية الليثيوم كعلاج للمرة الأولى، وبعد الفترة الأولى يمكن أن يُطلب هذا الفحص خلال فترات منتظمة؛ وذلك لضمان بقاء مستويات الليثيوم في نطاق معيّن، ويتمثل مستوى الليثيوم الطبيعي في الدم أثناء فترة العلاج بما يعادل 0.6 - 1.2 مليمول لكل لتر، وإذا كان مستوى الليثيوم في الدم أقل من هذا المعدل فمن المحتمل أنّ الشخص لا يتلقى الدواء المناسب.^[٥][٦]

وقد تبدأ أعراض السُّمية عندما يكون التركيز بين 1.3 و 1.5 مليمول لكل لتر، والتركيز الذي يصل إلى 2.0 مليمول لكل لتر يعد تركيزًا سامًا وحالة طبية طارئة بحاجة إلى رعاية فورية.^[٧]

الكمية الموصى بها يومياً من الليثيوم وأهم مصادره

لم يتم تحديد الحد الأدنى من الاستهلاك اليومي لليثيوم حتى الآن، ولكن توجد بعض التوصيات المُقترحة بتناول 1000 ميكروغرام في اليوم للشخص البالغ والذي يزن 70 كيلوغراماً، أي ما يُعادل 14.3 ميكروغرام من الليثيوم لكل كيلوغرامٍ من وزن الجسم، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن هذه المستويات غير معترف بها رسميًا ولا توجد دراسات كافية لدعمها، ولا يزال الحد الأعلى من استهلاك الليثيوم من مصادره الطبيعية غير معروف أيضًا.^[١]

ومن الجدير بالذكر أن الموقع الجغرافي للشخص يمكن أن يؤثر في كمية الليثيوم التي يحصل عليها، حيث يختلف تركيز الليثيوم في المياه والتربة بشكلٍ كبير من منطقة إلى أخرى، ويوجد الليثيوم بشكلٍ طبيعي في العديد من الأطعمة، وأهمها مياه الشرب المعدنية التي ذكرت سابقاً، والمكسرات مثل الفستق الحلبي، والحبوب مثل الأرز والقمح، والأسماك، وبعض الخضراوات مثل البطاطا، والبندورة، والملفوف، والفطر، وبعض الأعشاب والتوابل مثل الشاي الأحمر، وجوزة الطيب، وبذور الكزبرة، والكمون.^[٢]