يعد الزنك أحد المغذيّات الأساسيّة الضروريّة، والتي لا يستطيع الجسم إنتاجها أو تخزينها، بل يحصل عليه بشكل رئيسي من الطعام، وهو من العناصر المهمة؛ إذ يدخل في العديد من الوظائف في جسم الإنسان، كدوره في عمليات الأيض، والتئام الجروح، وتصنيع البروتينات، كما ويعد ضرورياً لعمل أكثر من 300 إنزيم مختلف داخل الجسم، كما يدخل بعدة تفاعلات بجهاز المناعة.[١]


ومع اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يحتوي على الدجاج، واللحوم الحمراء، والحبوب المدعّمة، ومجموعة أخرى ومتنوعة من الأطعمة يحصل الجسم على حاجته من الزنك بشكل طبيعي، إلا أنه قد يكون هناك حاجة لاستخدام مُكملات الزنك في بعض الحالات مثل حالات نقص الزنك، وذلك بعد استشارة الطبيب.[٢]



أنواع مكملات الزنك ووظائفها

في الحقيقة إن مكملات الزنك تأتي بعدة أنواع وأشكال، وكل نوع من هذه الأنواع يؤثر على الجسم والصحة بشكل مختلف، ومن أكثر هذه الأنواع شيوعاً:[٣]

  • جلوكونات الزنك (بالإنجليزية: Zinc Gluconate): من أكثر أنواع المكملات شيوعاً، والتي تُصرف بالغالب بدون وصفة طبيّة، وتستخدم في علاجات الإنفلونزا، ونزلات البرد، وفقدان الشم.
  • خلات الزنك (بالإنجليزية: Zinc Acetate): والتي تستخدم أيضاً في التقليل من أعراض البرد، وتسريع حالات الشفاء.
  • كبريتات الزنك (بالإنجليزية: Zinc Sulfate): وتُصرَف عند حالات نقص الزنك، كما تُقلل من شدة حب الشباب.
  • البيكولينيك (بالإنجليزية: Zinc Picolinate): وقد ثبت أن هذا النوع يمتصه الجسم بشكل أفضل من باقي الأنواع، ويساعد في تقوية جهاز المناعة.

الحالات التي تتطلب استخدام مكمل الزنك

إن مكملات الزنك تستخدم في عدة حالات ولعلاج العديد من الأعراض، ومن هذه الحالات:[٤]

  • حالات نقص الزنك: يعد نقص الزنك شائعاً في جميع أنحاء العالم، ومن أعراض نقص الزنك؛ تباطؤ في النمو، وانخفاض مستويات الإنسولين، وفقدان الشهية، وتساقط الشعر، وغيرها الكثير، لذا يساعد تناول مكملات الزنك على استعادة المستويات الطبيعية للزنك، والتقليل من هذه الأعراض، ولكن ينصح باستشارة الطبيب لتحديد كمية الجرعات المناسبة لكل شخص.
  • الإسهال: يُقلل تناول حبوب الزنك من شدة ومدة الإسهال لدى الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو نقص الزنك، إلا أنه لا يجب إعطائه للأطفال بدون استشارة الطبيب.
  • يستخدم من قبل الأشخاص الذين يعانون من مرض ويلسون: داء ويلسون هو مرض اضطراب وراثي يتسبب في تراكم النحاس في الأعضاء، ويعمل الزنك في هذه الحالة على منع امتصاص النحاس مما يزيد من كمية النحاس التي يتخلص منها الجسم لاستعادة التوازن داخل الجسم.
  • وهناك حالات أخرى قد يكون استخدام مكملات الزنك فيها فعّالاً، مثل:[٤]
  • علاج حب الشباب.
  • اضطراب واعتلال الأمعاء.
  • الزكام ونزلات البرد.
  • مرض السكري من النوع الثاني.
  • ضعف حاسة الشم والتذوق.


الاحتياجات اليوميّة من الزنك

يبين الجدول الآتي الاحتياجات اليوميّة والحد الأعلى من الزنك المسموح بتناوله يومياً حسب الفئة العمريّة:[٥]


الفئة العمريّة
الاحتياجات اليوميّة (ملغم/اليوم)
الحد الأعلى
(ملغم/اليوم)
حديثي الولادة 0-6 أشهر
2
4
الرضع 7-12 شهراً
3
5
الأطفال 1-3 سنوات
3
7
الأطفال 4-8 سنوات
5
12
الأطفال 9-13 سنة
8
23
الذكور 14-18 سنة
11
34
الإناث 14-18 سنة
9
34
الذكور 19 سنة فما فوق
11
40
الإناث 19 سنة فما فوق
8
40


أشكال مكملات الزنك

يوجد الزنك في جميع المكملات الغذائيّة متعددة الفيتامينات والمعادن تقريباً، كما يوجد بمفرده، أو مع المغنيسيوم والكالسيوم، أو مع مكملات أخرى، كما يمكن أن تحتوي المكملات الغذائيّة على عدة أنواع مختلفة من الزنك معاً مثل؛ غلوكونات الزنك، وكبريتات الزنك، وخلات الزنك، ويوجد الزنك أيضاً في بعض المنتجات التي يتم تناولها عن طريق الفم ولا تحتاج لوصفة طبيّة مثل؛ الأدوية الموصوفة لنزلات البرد، وبخاخات الأنف.[٥]


محاذير استهلاك مكملات الزنك

بالغالب فإن تناول الزنك بكميات لا تزيد عن 40 ملغم يوميّاً يعد آمناً للبالغين، بينما تناول الزنك بكميات كبيرة تزيد عن 100 ملغم يومياً، أو الاستمرار بتناول المكملات لمدة طويلة قد يؤدي لزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستات، كما أن تناول كميات تزيد عن 450 ملغم يومياً قد يسبب مشاكل في مستويات الحديد بالدم، مما يزيد من خطر الإصابة بفقر الدم، وبالنسبة لبعض الأشخاص فإن تناول جرعة من الزنك تحوي من 10-30 ملغم مرة واحدة قد يؤدي إلى الوفاة، لذا ينصح باستشارة الطبيب قبل البدء بأخذ المكملات.[٤]


درجة أمان مكملات الزنك

يجب الانتباه إلى استخدام مكملات الزنك بشكل سليم بالنسبة لبعض الفئات الحساسة، وهي:[٤]

  • الرضع والأطفال: يكون الزنك غالباً آمن للأطفال عندما يؤخذ عن طريق الفم بشكل مناسب وبالكميات الموصى بها، ولكن قد يكون غير آمن وينعكس بشكل سلبي إذا ما تم أخذه بجرعات عالية.
  • النساء الحوامل والمرضعات: إن تناول الزنك يكون غالباً آمن بالنسبة لمعظم النساء الحوامل أو المرضعات عند تناوله بالكميات الموصى بها يومياً، فالحد الأعلى المسموح بتناوله من الزنك بالنسبة للمرأة الحامل أو المُرضع ممن هن أكبر من 18 سنة هو 40 ملغم يوميّاً، و34 ملغم في حالة كانت أقل من 18 سنة.


تداخلات وتفاعلات مكملات الزنك مع بعض الأدوية

يجب الحذر عند تناول مكملات الزنك في حال تناولها بالتزامن مع بعض الأدوية بشكل دائم، فمكملات الزنك يمكن أن تتفاعل مع بعض الأدوية وتقلل امتصاصها، وفي حالات أُخرى يمكن لهذه الأدوية أن تخفض من مستويات الزنك في الجسم،[٥] ومن الأمثلة على هذه الأدوية:[٥][٤]

  • إن تناول الزنك مع مضادات حيوية من الكينولون (بالإنجليزية: Quinolone)، أو التتراسيكلين (بالإنجليزية: Tetracycline)، يُقلل من كمية كل من الزنك والمضادات الحيوية التي يمتصها الجسم، مما يعني تقليل فعاليتهما، ولتجنب هذا التفاعل يُفضل تناول المضاد الحيوي قبل ساعتين على الأقل أو بعد 4-6 ساعات من تناول أحد مكملات الزنك، ومن هذه المضادات الحيوية التي تتداخل مع الزنك:
  • سيبروفلوكساسين (بالإنجليزية: Ciprofloxacin).
  • إينوكساسين (بالإنجليزية: Enoxacin).
  • نورفلوكساسين (بالإنجليزية: Norfloxacin).
  • سبارفلوكساسين (بالإنجليزية: Sparfloxacin).
  • تروفافلوكساسين (بالإنجليزية: Trovafloxacin).
  • جريبافلوكساسين (بالإنجليزية: Grepafloxacin).
  • ديميكلوسيكلين (بالإنجليزية: Demeclocycline).
  • مينوسكلين (بالإنجليزية: Minocycline).
  • تتراسيكلين (بالإنجليزية: Tetracycline).
  • يتداخل الزنك مع دواء البنسيلامين (بالإنجليزية: Penicillamine)، وهو دواء يُستخدم لعلاج المفاصل الروماتويدي، ويتسبب الزنك بتقليل الكمية التي يمتصها الجسم من هذا الدواء.
  • تتفاعل مكملات الزنك مع دواء الأميلوريد (بالإنجليزية: Amiloride) وهو دواء يستخدم للتخلص من الماء الزائد في الجسم، ويسبب الدواء زيادة كمية الزنك بالجسم وهو ما يعد خطيراً.


الأضرار والآثار الجانبية لمكملات الزنك

وفقاً لمكتب المكملات الغذائية (ODS) يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول مكملات الزنك إلى تسمم الزنك، الذي بدوره يُسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي، واختلال توازن المواد الكيميائية في الجسم مثل الحديد والنحاس، كما أنه قد يؤدي لظهور أعراض أُخرى، إما قصيرة المدى، أو مزمنة ذات تأثير على المدى البعيد، ومن هذه الأعراض:[٦][٧]

  • الغثيان والتقيؤ: حيث أوضحت مراجعة ل17 دراسة عام 2012، أن مكملات الزنك التي وُصفت للتقليل من أعراض نزلات البرد، قد تسببت بحدوث غثيان لبعض المشاركين.
  • ألم المعدة والإسهال: والتي تحدث غالباً بالتزامن مع الغثيان والتقيؤ.
  • العدوى المتكررة: زيادة الزنك يمكن أن يؤدي لتثبيط الاستجابة المناعيّة، ففي دراسة أُجريت على 11 رجلاً أصحاء، وجدت الدراسة انخفاضاً بالاستجابة المناعية بعد تناول 150 ملغم من الزنك مرتين يومياً ولمدة 6 أسابيع.
  • أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا: وتشمل هذه الأعراض الحمى، والسعال، والقشعريرة، والإرهاق، وهذه الأعراض قد تحدث أيضاً بسبب التسمم بالمعادن الأخرى لذا قد يكون تشخيص تسمم الزنك صعباً في هذه الحالة.
  • انخفاض نسبة الكوليسترول الجيد: يقلل الكوليسترول الجيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، ويُنصح أن يكون مستوى الكوليسترول الجيد بالنسبة للبالغين بما يزيد عن 40 ملغم لكل ديسيلتر، وتشير عدة مراجعات لدراسات مختلفة أن تناول أكثر من 50 ملغم من الزنك يومياً قد يُقلل من مستويات الكوليسترول الجيد، ولا يُحدِث تغييراً على مستويات الكوليسترول الضار مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • تغيير في حاسة التذوق: من المثير للانتباه أن نقص الزنك يؤدي للإصابة بحالة تسمى خلل في حاسة التذوق (بالإنجليزية: Hypogeusia)، وبالجهة الأُخرى فإن زيادة الزنك قد يُسبب تغيراً في المذاق أيضاً والشعور بطعم معدني بالفم.

المراجع

  1. Jillian Kubala (14/11/2018), "Zinc: Everything You Need to Know", healthline, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  2. "Zinc", mayoclinic, 17/11/2020, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  3. Rachael Link (10/1/2019), "What Are Zinc Supplements Good For? Benefits and More", healthline, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "ZINC", webmd, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Zinc", NIH, 10/12/2019, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  6. Nicole Galan (23/10/2019), "What happens when a person takes too much zinc?", medicalnewstoday, Retrieved 25/1/2021. Edited.
  7. Makayla Meixner (16/6/2018), "7 Signs and Symptoms of Zinc Overdose", healthline, Retrieved 25/1/2021. Edited.