نقص الصوديوم

يُعرف نقص الصوديوم (بالإنجليزية: Hyponatremia)؛ بأنه عدم توازن مستويات الصوديوم والماء في الدم من خلال انخفاض مستوى الصوديوم في الدم، أو ارتفاع مستوى الماء فيه بشكل كبير، وتُعدّ هذه الحالة شائعة لدى بعض الفئات الموضحة في هذا المقال.[١][٢]


وتجدر الإشارة إلى أنّ الصوديوم من المعادن التي يحتاجها الإنسان بكميات كبيرة نسبيًا،إذ إنّه يلعب دوراً مهماً في المحافظة على توازن السوائل في الجسم، ووظائف الأعصاب والعضلات، والتحكم في مستوى ضغط الدم، ويمكن الحصول على حاجة الجسم من هذا العنصر بواسطة الأطعمة، والمشروبات المستهلكة، بينما يفقده عن طريق العرق، والبول.[٣][٤]


تشخيص نقص الصوديوم

يجب مراجعة الطبيب لتشخيص نقص الصوديوم، حيث إنّه يطرح بعض الأسئلة حول المعاناة من أعراض نقص الصوديوم، أو الإصابة ببعض الأمراض سابقاً، بالإضافة إلى أنه يطلب إجراء بعض الفحوصات المخبرية، وهي:[٥]

  • تحليل الدم.
  • تحليل البول.)


وتُشخص الإصابة بنقص الصوديوم عند انخفاض مستوى الصوديوم في الدم عن 135 مليلتراً مكافئاً لكل لتر، إذ يتراوح المستوى الطبيعي للصوديوم في الدم بين 135 إلى 145 مليلتراً مكافئاً لكل لتر.[٤]


كما يطلب الطبيب بعض المعلومات لتحديد سبب الإصابة بالنقص، مثل؛ مدى تناول بعض الأدوية، والأمراض والاضطرابات التي يعاني منها المُصاب.[٦]


أسباب نقص الصوديوم

هناك الكثير من العوامل والأسباب التي تساهم في الإصابة بنقص الصوديوم، ومنها ما يأتي:[٤]

  • الإصابة بأمراض الكلى: كالفشل الكلوي؛ إذ لا تستطيع الكلى التخلص من السوائل الزائدة عن حاجة الجسم.
  • المعاناة من أمراض في القلب: حيث إنّها تؤدي إلى تراكم السوائل الزائدة في الجسم.
  • استخدام بعض الأدوية: مثل:
  • مدرات البول؛ حيث إنّها تزيد من نسبة طرح الصوديوم في البول.
  • مضادات الاكتئاب، والأدوية المُسكنة للألم؛ التي تسبب زيادة التعرق أو التبول بشكل أكثر من المعتاد.
  • التقيؤ الشديد، أو الإسهال: حيث يفقد الجسم كمية كبيرة من السوائل والصوديوم.
  • العطش المفرط: الذي يسبب تناول كمية كبيرة من السوائل.


أعراض نقص الصوديوم

تختلف أعراض نقص صوديوم الدم من شخصٍ لآخر، فقد لا تظهر أيَّةُ أعراض إذا انخفضت مستويات الصوديوم بشكل تدريجي، أما في حال انخفاضها بسرعة كبيرة فقد تكون الأعراض أكثر شدّة كفقدان الوعي،[٢] ومن الأعراض الشائعة لنقص صوديوم الدم ما يأتي:[٢]

  • التعب أو الضعف العام.
  • الإعياء أو الإرهاق الشديد.
  • الصداع.
  • الغثيان.
  • التقيؤ.
  • تقلص العضلات أو تشنجها.
  • الارتباك.
  • التهيج.


العوامل التي تؤثر في امتصاص الصوديوم

يتم امتصاص الصوديوم في الأمعاء الدقيقة، وتختلف العوامل التي تؤثر في امتصاص الصوديوم فمنها ما يزيد امتصاصه أو ما يزيد من طرحه، وفيما يأتي توضيح العوامل التي تلعب دوراً في ذلك:[٧]

  • هرمون الألدوستيرون: (بالإنجليزية: Aldosterone)؛ وهي من الهرمونات الستيرويدية التي تزيد من إعادة امتصاص الصوديوم في الكلى، مما يزيد من الاحتفاظ في الماء، وبالتالي ارتفاع حجم الدم والضغط.
  • الهرمونات المانعة لإدرار البول: (بالإنجليزية: Anti-diuretic hormone)؛ التي تزيد امتصاص الصوديوم، والاحتفاظ بالماء في الكلى.
  • مادة الدوبامين: (بالإنجليزية: Dopamine)؛ حيث إنّها تقلل من امتصاص الصوديوم وتزيد من طرحه.


أما بالنسبة للعناصر الغذائية، فإنّ زيادة تناول الصوديوم يرتبط بطرح الكالسيوم في البول، وبالتالي من المهم تناول الصوديوم بالكميات التي يحتاجها الجسم فقط.[٧]


الأمراض أو المضاعفات التي يُسببها نقص الصوديوم

يسبب النقص المزمن في مستوى الصوديوم؛ أي عند انخفاض مستوياته بشكل تدريجي خلال مدة 48 ساعة أو أطول أعراضاً أقل شدّة، مثل؛ زيادة خطر الإصابة بالكسور، وهشاشة العظام، من النقص الحادّ أو الشديد في الصوديوم الذي يحدث عند انخفاض مستوى الصوديوم بشكل سريع، ويسبب بعض المضاعفات الشديدة، مثل؛ انقباض الألياف العضلية، والنوبة، والذهول، وتراكم الماء في الدماغ وانتفاخه بشكل سريع، واحتمالية الغيبوبة، وتوقف القلب، وخطر الوفاة.[٨][٦][٩]


مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ انخفاض مستويات الصوديوم في الحالة الثانية أكثر عرضة لدى الإناث قبل انقطاع الطمث، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بتلف الدماغ لديهنّ، ويعود ذلك لدور هرمونات الإناث في التحكم بمستوى الصوديوم.[٨]


الفئات الأكثر عرضة لحدوث نقص الصوديوم

تزيد العوامل الآتية من خطر الإصابة بنقص صوديوم الدم:[٨]

  • التقدم في السن: حيث إنّ كبار السن من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بنقص صوديوم الدم، ويعود ذلك للتغيرات المرتبطة بالعمر، مثل؛ تناول بعض الأدوية، والإصابة ببعض الأمراض المزمنة، ما يؤدي إلى خلل توازن الصوديوم في الجسم.
  • الذين يستخدمون بعض الأدوية: مثل؛ مدرات البول كالثيازيد (بالإنجليزية: Thiazide)، ومضادات الاكتئاب، وأدوية الألم.
  • الذين يعانون من الحالات التي تُقلل من إفراز الجسم للماء: مثل؛ مرضى الكلى، ومتلازمة الإفراز غير الملائم للهرمون المضاد لإدرار البول، وفشل القلب.
  • الذين يمارسون التمارين الرياضية والأنشطة عالية الشدّة: كالمارثون، وذلك لشرب كميات كبيرة من الماء أثناء أداء هذه التمارين والأنشطة.


علاج نقص الصوديوم

يختلف علاج نقص الصوديوم باختلاف سبب الإصابة بنقصه، وقد يشمل العلاج ما يأتي مع أهمية استشارة الطبيب:[٢][٨]

  • التقليل من تناول السوائل.
  • مراجعة الطبيب حول جرعات مدرات البول المُستهلكة.
  • مراجعة الطبيب لتناول بعض الأدوية التي تحسن من أعراض نقص الصوديوم كالصداع، والغثيان، والنوبات المرضية.
  • مراجعة الطبيب لعلاج أو التخفيف من الأمراض التي أدت إلى نقص الصوديوم، مثل؛ قصور الغدة الكظرية.
  • مراجعة الطبيب قبل أخذ المحلول الملحي الذي يحتوي على الصوديوم بالكمية التي يحتاجها الجسم عبر الوريد.
  • اتخاذ الاحتياطات أثناء ممارسة الأنشطة عالية الشِّدة: إذ يجب على الرياضيين تعويض كمية السوائل التي يفقدونها بسبب التعرق أثناء ممارسة الأنشطة من خلال شرب بعض المشروبات الرياضية التي تحتوي على الأيونات كالصوديوم.
  • شرب الماء بكميات معتدلة؛ للمحافظة على صحة الجسم، وعادةً ما يكون العطش ولون البول من أفضل المؤشرات على الحاجة لاستهلاك الماء، حيث إنّ عدم الشعور بالعطش واللون الأصفر الفاتح للبول من المؤشرات على أخذ كمية مناسبة من الماء.


الكمية اليومية الموصى بها من الصوديوم

يوضح الجدول الآتي الكمية اليومية الموصى بها من الصوديوم حسب الفئة العمرية بوحدة الغرام:[١٠]


الفئة العمرية
الذكور (غرام)
الإناث (غرام)
الحامل (غرام)
المرضع (غرام)
من الولادة-6 أشهر
0.12
0.12
-
-
من 6-12 شهراً
0.37
0.37
-
-
من 1-3 سنوات
1.0
1.0
-
-
من 4-8 سنوات
1.2
1.2
-
-
من 9-13 سنة
1.5
1.5
-
-
من 14-18 سنة
1.5
1.5
1.5
1.5
من 19-50 سنة
1.5
1.5
1.5
1.5
من 51-70 سنة
1.3
1.3
-
-
من 70 سنة فأكبر
1.2
1.2
-
-


المراجع

  1. Paul Takahashi (1/8/2020), "Why is low blood sodium a health concern for older adults? How is it treated?", mayoclinic, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Emelia Arquilla (17/12/2020)، "Low Blood Sodium (Hyponatremia)"، healthline، اطّلع عليه بتاريخ 19/1/2021. Edited.
  3. James L. Lewis, "Overview of Sodium's Role in the Body", msdmanuals, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "hyponatremia"، kidney، 17/5/2017، اطّلع عليه بتاريخ 19/1/2021. Edited.
  5. "Hyponatremia", mayoclinic, 23/5/2020, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب James Lewis (1/4/2020), "Hyponatremia (Low Level of Sodium in the Blood)", merckmanuals, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  7. ^ أ ب Barbara Delage (1/5/2016), "Sodium (Chloride)", lpi.oregonstate, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث "Hyponatremia", mayoclinic, 23/5/2020, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  9. Ananya Mandal (16/2/2019), "Hyponatremia Complications", news-medical, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  10. "Dietary Reference Intakes", ncbi, Retrieved 19/1/2021. Edited.