يُعدّ الحديد من العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه بشكلٍ سليم، إذ له دور في مختلف العمليات الحيوية في الجسم، والتي تتضمن نقل الأكسجين عن طريق الهيموغلوبين، وتخزين الأكسجين في العضلات لاستخدامه لاحقاً، وتكوين الحمض النووي الصبغي DNA، بالإضافة إلى نقل الإلكترون.[١][٢]


اللبن وامتصاص الحديد

أظهرت الدراسات أنّ الكالسيوم يمكن أن يُقلل من امتصاص الحديد، سواء عند تناوله على شكل أملاح الكالسيوم، أو من مصادره الغذائية كمنتجات الألبان، الأمر الذي يُسبب قلقاً لدى بعض الفئات مثل الأطفال والنساء، إذ إنّهم من الفئات الأكثر عُرضة لخطر نقص الحديد، وفي الوقت نفسه تتم توصيتهم بزيادة تناول الكالسيوم.[٣]


في دراسةٍ أُجريت على مجموعة من الأشخاص، وُجد أنّ امتصاص الحديد قلّ بنسبة تتراوح بين 50% إلى 60% عند إعطاء جرعة 300 إلى 600 مليغرامٍ من الكالسيوم المضاف إلى عجينة لفائف القمح، بالإضافة إلى أنّ إعطاء 165 مليغراماً من الكالسيوم من الحليب، أو الجبن، أو كلوريد الكالسيوم، يؤدي إلى تقليل امتصاص الحديد بنفس النسبة، ومن الجدير بالذكر أنّ الكمية نفسها من الكالسيوم قللت من امتصاص الحديد الهيمي (بالإنجليزية: Heme iron) بشكل ملحوظ.[٤]


لذلك عادةً ما يوصى بتناول اللبن، والحليب ومشتقاته، قبل ساعةٍ على الأقل من أخذ مكملات الحديد الغذائية، أو بعد أخذها بساعتين على الأقل، وذلك لتحقيق أقصى قدر من امتصاص الحديد، إذ إنّ الجمع بين هذه الأغذية والحديد قد يُفقد الحديد قيمته.[٥][٢]


ومن جهةٍ أُخرى، وجدت مراجعة شاملة لمجموعة من الدراسات، أنّ استهلاك الكالسيوم لفترات طويلة لم يؤثر في مستوى الحديد في الدم، أو مؤشرات حالة الحديد، لذلك، قد يكون تأثير الكالسيوم المثبط في امتصاص الحديد قصير المدى، وقد يتكيّف الجسم مع مرور الوقت.[٣]


احتياج الجسم للحديد ومصادره الغذائية

يوصى باستهلاك ما يتراوح بين 7 إلى 18 مليغراماً من الحديد خلال اليوم اعتماداً على الفئة العمرية، وما يصل إلى 27 مليغراماً من الحديد خلال اليوم للنساء الحوامل،[٦] ويتوفّر عنصر الحديد بشكلين في الغذاء، كما يأتي:[٢] 

  • الحديد الهيمي: يحتوي هذا النوع على الهيموغلوبين، ويتميز بسرعة امتصاص الجسم له، وهو متوفّر في المصادر الغذائية الحيوانية مثل: اللحوم، والدواجن، والأسماك.
  • الحديد اللاهيمي: يتوفّر هذا النوع من الحديد في المصادر الغذائية النباتية، مثل الحبوب بما فيها الشوفان والقمح، والخضروات الورقية الخضراء كالسبانخ، والفواكه المجففة كالزبيب، بالإضافة إلى البقوليات مقثل العدس، والخضار، والأطعمة المدعمة، ومن الجدير بالذكر أنّ الجسم يمتصّ الحديد اللاهيمي بصورة أقلّ كفاءة مقارنةً بالحديد الهيمي.

المراجع

  1. Nazanin Abbaspour, Richard Hurrell, Roya Kelishadi (27/11/2013), "Review on iron and its importance for human health", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت Verena Tan (3/6/2017), "How to Increase the Absorption of Iron From Foods", healthline.com, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب Bo Lonnerdal (7/1/2013), "Calcium and iron absorption--mechanisms and public health relevance", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  4. L Hallberg, M Brune, M Erlandsson, and others (1/1/1991), "Calcium: effect of different amounts on nonheme- and heme-iron absorption in humans", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  5. "Iron Supplement (Oral Route, Parenteral Route)", mayoclinic, Retrieved 3/1/2021. Edited.
  6. "Iron", ods.od.nih, Retrieved 3/1/2021. Edited.